بسم الله الرحمن الرحيم – رب أنعمت كثيرا فزد -, الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى, أما بعد : زوارنا الأعزاء ’’ خزانة التراث العربي ’’ مكتبة عربية إسلامية , تضم روائع ونفائس من تراثنا العربي والإسلامي العظيم الخالد , من طبعات قديمة , و إصدارات نادرة , يصل تاريخ طباعة بعضها إلى 100 سنة أو أزيد , وذلك بروابط ثابتة وسهلة وميسرة , مما لا يكاد يوجد اليوم معروضا في المكتبات التجارية , وأغلبها مما تحتفظ به الخزائن الخاصة , والمكتبات العامة, حتى صار بعضها في حكم المخطوط النادر , و يتميز بعضها كذلك بجودة التصحيح والتحقيق مما يفضل بعض الإصدرات الحديثة, وكان من فضل الله تعالى أن سخر لنا من قام بتصويرها ضوئيا , وتقريبها إلينا, فله سبحانه وحده الحمد والمنة والفضل, ثم لمن قام بهذا العمل الجليل النافع أحسن الجزاء والشكر , فنسال الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لطاعته, ويرزقنا وإياكم علما نافعا, وعملا صالحا متقبلا , وأن ينفعنا بما علمنا, ويعلمنا ما ينفعنا , ولا تنسوا إخوانكم من دعوة صالحة بظهر الغيب, والله الموفق , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, كتبه أبو يعلى البيضاوي المغربي غفر الله له ولوالديه, آمين

١٤٣١/٠١/١٥

كتاب ألف باء في أنواع الآداب وفنون المحاضرات واللغة لأبي الحجاج يوسف البلوي المالقي / ت 604 هـ

كتاب في الآداب جمع فيه المؤلف المعاني الرقيقة والمستحسنة وأثبت فيه عددا كبيرا من الفوائد العظيمة والجليلة ، ومن بدائع العلوم والفهوم، والأشعار ، والفرائد والعرب ... فهو .بحق موسوعة أدبية ذات فوائد جمة لمن يطلع عليها
وهو موسوعة معرفية صخمة وهو أشبه بالمعجم وأثبت فيه أن اللسان العربي عجب من عجائب الله. وقد وضعه لابنه ومن قام مقامه ليكون ذخرا له بعد وفاته فالخلق للموت وإن طال العمر. والتأليف عند البلوي لا يعدو جمع المفرق واختصار المطول وترتيب المنثور وإضافة الجديد، وكان يرى نفسه دون مستوى التأليف ويجعل همه جمع المعرفة وحسب ولكنه اكتشف فداحة وهمه فقال لابنه وهو يعظه " إنه من حكى قول الناس فما عليه من باس، وقد كنت أظن أن التأليف يصعب فإذا هو أسهل شيء وأقرب، خذ كلام الناس من هنا وضعه هنا وقل مؤلفه أنا" فألف الكتاب وأخذ الكتاب شكل القصص. وفعل القص صلة مؤقتة بين طرفين وهي مهددة بالإخفاق إما لسببب عقلي يتـعلق بمنطقية القص أو سبب نفسي يتـعلق بعلاقة القاص والمتلقي. ويقدم القاص للمتلقي أخبارا اتخذ منها موقفا مسبقا ويتبنى وجهة نظر معينة ومن ثم يرغم المتلقي على سماع ما يطرحه. لقد احتالت شهرزاد بالقص في وقت الخطر لاطالة عمرها وحفظ رأسها من حماقة الملك فالتـزمت في الليالي بالمنطلقات الأساسية للقص وفي داخل القصص لعبت بحرية، كذلك فعل البلوي حيث التـزم بنقل القصص وتحرر في الإضافة عليها والزيادة في معانيها، وكما كانت شهرزاد تسكت في الصباح عن الكلام المباح وتترك قصتها ناقصة لتشويق المنلقي، ترك البلوي قصصه في ألف باء مبتورة ليكملها في كتابه " التكميل " . والكتاب نفسه ولد من قصتين: القصة الأولى بطلها الصبي النهم للعلم الذي يجلس في حلقة الدرس صامتا يجمع العلم ويرى نفسه دون مستوى التأليف، أما القصة الثانية فبطلها الشيخ الذي يمضي به العمر، فأراد مبادرة الفناء بإخراج كنـزه المعرفي إلى النور. لقد كان البلوي إذا واسطة حاكمة بين ابنه والمعرفة، كما كان واعيا للفروق بين الأنواع المختلفة للقص فتميز أسلوبه في التأريخ والتراجم عنه في الحكايات والأخبار والوعظ. وإذا كان القص إخبار لغاية، كان الغرض من إيراد القصص في الف باء موجه أولا لابنه ولزملائه في المجال والمتلقي الشعبي

طبع في المطبعة الوهبية مصر 1297 في مجلدين , ثم في دار الكتب العلمية بيروت بتحقيق خالد عبد الغني محفوظ
ــــــ

مواد للتحميل :

ط الوهبية / ملف بدف /
الجزء2


0 Comments:

Post a Comment



مدوناتي الإلكترونية


مع تحيات أبي يعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه


  © Blogger template 'Isfahan' by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP