كتاب في الآداب جمع فيه المؤلف المعاني الرقيقة والمستحسنة وأثبت فيه عددا كبيرا من الفوائد العظيمة والجليلة ، ومن بدائع العلوم والفهوم، والأشعار ، والفرائد والعرب ... فهو .بحق موسوعة أدبية ذات فوائد جمة لمن يطلع عليها
وهو موسوعة معرفية صخمة وهو أشبه بالمعجم وأثبت فيه أن اللسان العربي عجب من عجائب الله. وقد وضعه لابنه ومن قام مقامه ليكون ذخرا له بعد وفاته فالخلق للموت وإن طال العمر. والتأليف عند البلوي لا يعدو جمع المفرق واختصار المطول وترتيب المنثور وإضافة الجديد، وكان يرى نفسه دون مستوى التأليف ويجعل همه جمع المعرفة وحسب ولكنه اكتشف فداحة وهمه فقال لابنه وهو يعظه " إنه من حكى قول الناس فما عليه من باس، وقد كنت أظن أن التأليف يصعب فإذا هو أسهل شيء وأقرب، خذ كلام الناس من هنا وضعه هنا وقل مؤلفه أنا" فألف الكتاب وأخذ الكتاب شكل القصص. وفعل القص صلة مؤقتة بين طرفين وهي مهددة بالإخفاق إما لسببب عقلي يتـعلق بمنطقية القص أو سبب نفسي يتـعلق بعلاقة القاص والمتلقي. ويقدم القاص للمتلقي أخبارا اتخذ منها موقفا مسبقا ويتبنى وجهة نظر معينة ومن ثم يرغم المتلقي على سماع ما يطرحه. لقد احتالت شهرزاد بالقص في وقت الخطر لاطالة عمرها وحفظ رأسها من حماقة الملك فالتـزمت في الليالي بالمنطلقات الأساسية للقص وفي داخل القصص لعبت بحرية، كذلك فعل البلوي حيث التـزم بنقل القصص وتحرر في الإضافة عليها والزيادة في معانيها، وكما كانت شهرزاد تسكت في الصباح عن الكلام المباح وتترك قصتها ناقصة لتشويق المنلقي، ترك البلوي قصصه في ألف باء مبتورة ليكملها في كتابه " التكميل " . والكتاب نفسه ولد من قصتين: القصة الأولى بطلها الصبي النهم للعلم الذي يجلس في حلقة الدرس صامتا يجمع العلم ويرى نفسه دون مستوى التأليف، أما القصة الثانية فبطلها الشيخ الذي يمضي به العمر، فأراد مبادرة الفناء بإخراج كنـزه المعرفي إلى النور. لقد كان البلوي إذا واسطة حاكمة بين ابنه والمعرفة، كما كان واعيا للفروق بين الأنواع المختلفة للقص فتميز أسلوبه في التأريخ والتراجم عنه في الحكايات والأخبار والوعظ. وإذا كان القص إخبار لغاية، كان الغرض من إيراد القصص في الف باء موجه أولا لابنه ولزملائه في المجال والمتلقي الشعبي
طبع في المطبعة الوهبية مصر 1297 في مجلدين , ثم في دار الكتب العلمية بيروت بتحقيق خالد عبد الغني محفوظ
ــــــ
مواد للتحميل :
ط الوهبية / ملف بدف / الجزء2
طبع في المطبعة الوهبية مصر 1297 في مجلدين , ثم في دار الكتب العلمية بيروت بتحقيق خالد عبد الغني محفوظ
ــــــ
مواد للتحميل :
ط الوهبية / ملف بدف / الجزء2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق